يحتل قطاع المالية في دولة الكويت دورًا عالميا كمركز مالي إقليمي، كما يشهد حجمًا مرتفعًا من المعاملات العابرة للحدود، لذا تتعرض الكويت لمخاطر حقيقية تتطلب اتخاذ تدابير صارمة للامتثال.
لمعالجة هذه التحديات، وضعت الكويت تشريعات ولوائح واضحة لمكافحة غسل الأموال، حيث يمثل نظام مراقبة المعاملات جوهر هذا الإطار، إذ تستخدم المؤسسات المالية هذا النظام لرصد نشاط العملاء واكتشاف أي سلوك غير معتاد أو مريب.
يضع القانون رقم 106 لسنة 2013 الأساس القانوني لممارسات مكافحة غسل الأموال في الكويت، حيث يتولى البنك المركزي الكويتي ووحدة التحريات المالية الكويتية ضمان التزام البنوك والمؤسسات الأخرى بهذه القواعد، كما تتماشى هذه الجهود مع المعايير الدولية الصادرة عن منظمات مثل مجموعة العمل المالي.
تتضمن مراقبة المعاملات مراجعة النشاط المالي، كالإيداعات والتحويلات والسحوبات، لرصد أي علامات على غسل الأموال أو سلوك مريب، إذ تعد هذه العملية إلزامية لجميع البنوك، ومكاتب الصرافة، والمؤسسات المالية في الكويت.
تهدف مراقبة المعاملات إلى كشف الأنماط غير الاعتيادية، مثل التحويلات النقدية الكبيرة، والتحويلات المتكررة إلى دول عالية المخاطر، أو السلوك الذي لا يتطابق مع ملف العميل، حيث تلزم المؤسسة بفتح تحقيق والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه لوحدة التحريات المالية الكويتية عند الاقتضاء.
تعتمد الكويت نظامًا قانونيًا وإشرافيًا واضحًا لمكافحة غسل الأموال، حيث تشمل الجهات الرئيسية:
يرتبط اقتصاد الكويت ارتباطًا وثيقًا بالأسواق العالمية، كما يشهد تدفقات مالية ضخمة، تشمل التحويلات المالية، لذا تتطلب مراقبة دقيقة للنشاط المالي، إذ يتيح غياب نظام مراقبة قوي للمجرمين إخفاء أموالهم عبر حسابات وهمية، أو مخططات تجارية مزيفة، أو شركات صورية.
تهدف الكويت عبر تأسيس أنظمة فعالة إلى منع استخدام نظامها المالي لأغراض غير مشروعة، كما تسعى للامتثال للمعايير الدولية، خاصة توصيات مجموعة العمل المالي.
تتعرض الأنظمة المالية في الكويت، مثلها مثل كثير من الدول، للاستغلال في أنشطة غير قانونية مثل غسل الأموال والاحتيال، لذا تنفذ المؤسسات المالية أنظمة فعالة لمراقبة المعاملات، حيث تساعد على كشف الأنشطة المشبوهة مبكرًا، مما يمنع استغلال النظام من قبل الجهات الإجرامية.
تساعد المراقبة أيضًا على التعرف إلى أنماط المعاملات غير الاعتيادية، مثل التحويلات الكبيرة المفاجئة، والإيداعات المتكررة ذات القيمة الصغيرة التي تعرف بالتقسيم، أو التحويلات إلى مناطق جغرافية عالية المخاطر، إذ قد تدل على نشاط غير قانوني.
في ظل حجم التحويلات المالية الكبير في الكويت يوميًا، تكتسب أنظمة المراقبة القوية أهمية بالغة لاكتشاف الجرائم المالية قبل تفاقمها، إذ تمكن المؤسسات من تجنب التورط في أنشطة إجرامية عبر التعرف المبكر إلى المخاطر.
تلتزم المؤسسات المالية في الكويت بالقانون رقم 106 لسنة 2013، إذ يحدد القانون بوضوح آليات مراقبة المعاملات، وإجراءات العناية الواجبة بالعملاء، والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة لوحدة التحريات المالية الكويتية.
يوفر البنك المركزي الكويتي آليات التنفيذ عبر عمليات تدقيق ومراجعات دورية، إذ تواجه المؤسسات غير الملتزمة عقوبات شديدة تشمل الغرامات أو فقدان الترخيص.
تعكس الكويت التزامها بالمعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال، وخصوصًا توصيات مجموعة العمل المالي، حيث تتيح مراقبة المعاملات الفعالة للمؤسسات المالية المحلية الامتثال لهذه المعايير، مما يعزز موقع الكويت في الشبكات المالية الدولية، إذ تحافظ الكويت على ثقة المستثمرين، والشركاء التجاريين، والهيئات الرقابية الدولية من خلال إظهار جديتها في مكافحة غسل الأموال.
تضمن المؤسسات المالية في الكويت الحماية القوية ضد غسل الأموال والجرائم المالية عبر تطبيق المكونات الأساسية التي تشكل قاعدة أنظمة مراقبة المعاملات الناجحة.
تبدأ المؤسسات مراقبة المعاملات بفاعلية بمعرفة واضحة للعملاء، إذ تتضمن العناية الواجبة بالعملاء جمع المعلومات والتحقق منها لتقييم مستوى المخاطر المرتبطة بكل عميل.
تلتزم المؤسسات المالية في الكويت بإجراءات معرفة العميل، التي تشمل جمع بيانات شخصية ومالية مثل:
تشكل هذه المعلومات أساسًا لوضع ملف مخاطرة لكل عميل، حيث تخضع الفئات ذات المخاطر المرتفعة، كالقادمين من دول عالية المخاطر أو أصحاب الأنماط غير المنتظمة في المعاملات، لإجراءات العناية الواجبة المعززة التي تتطلب فحوصات معمقة.
تعتمد المؤسسات المالية بعد تطبيق إجراءات معرفة العميل على أنظمة مراقبة المعاملات لرصد وتحليل نشاط العملاء، إذ تقوم هذه الأنظمة تلقائيًا بتنبيه الجهات المختصة عند وجود معاملات غير معتادة، مثل:
يجب على المؤسسات ضمان توافق أنظمتها مع إرشادات البنك المركزي الكويتي، وقدرتها على الامتثال لمتطلبات الحد الأدنى للمعاملات والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة.
تصدر أنظمة المراقبة تنبيهات عن المعاملات المشبوهة، التي تتطلب إجراء تحقيق من قبل فريق الامتثال، إذ يراجع مسؤول الامتثال المعاملة بناءً على ملف مخاطرة العميل، وسجل معاملاته، وبلد المنشأ.
إذا تبيّن اشتباه في المعاملة، يتوجب على المؤسسة تقديم تقرير نشاط مريب إلى وحدة التحريات المالية الكويتية، التي تحلل التقرير وتنسق مع الجهات القانونية عند الضرورة.
تحافظ المؤسسة على سجلات مفصلة لكل التحقيقات والتقارير، إذ قد تُطلب هذه السجلات في عمليات التدقيق أو الإجراءات القانونية المستقبلية.
تلتزم المؤسسات المالية بالإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة خلال خمسة أيام عمل من اكتشافها، وفق متطلبات البنك المركزي ووحدة التحريات المالية، كما تنظم الكويت برامج تدريب وتوعية دورية للموظفين، حيث يضمن ذلك فهمًا واضحًا لدور كل منهم في عمليات المراقبة والإبلاغ، إذ يجب أن يمتلك مسؤولو الامتثال معرفة دقيقة بالقوانين والإرشادات ذات الصلة، لتمكينهم من الكشف السليم، والإبلاغ، والتقليل من المخاطر بفعالية.
يواجه القطاع المالي في الكويت، رغم تطوره، تحديات في تطبيق نظام فعّال لمراقبة المعاملات، حيث تنبع هذه التحديات من تعقيد الاقتصاد والبيئة المالية المحيطة.
للحفاظ على الامتثال والفعالية، ينبغي للمؤسسات المالية الكويتية التركيز على الممارسات الأساسية التالية:
تزود منصة فوكال المؤسسات المالية في الكويت بأدوات متقدمة لتعزيز الامتثال لمكافحة غسل الأموال، وتحسين قدرات مراقبة المعاملات، حيث تمكن خاصية فحص قوائم المراقبة العالمية من اكتشاف التطابقات المحتملة عبر مطابقة المعاملات مع قوائم العقوبات الدولية والكيانات ذات المخاطر العالية.
تعمل ميزة كشف الكلمات المفتاحية في المعاملات على رصد النشاطات الاحتيالية المحتملة من خلال مسح بيانات المعاملات بحثًا عن مصطلحات تحذيرية، ويتيح منشئ السيناريوهات الديناميكي لفرق الامتثال تصميم وتعديل سيناريوهات المراقبة بسهولة، مما يعزز دقة الكشف ويقلل من الإيجابيات الكاذبة، كما يمكن تعديل القواعد لتلائم سياسة المخاطر الخاصة بالمؤسسة، وأخيرًا تضمن المراقبة الفورية اعتراض التحويلات المشبوهة فور حدوثها، مما يساعد المؤسسات الكويتية على البقاء في طليعة الامتثال للوائح مكافحة غسل الأموال المتطورة.
لا تُصنف الكويت عادةً كدولة عالية المخاطر في مجال مكافحة غسل الأموال، لكنها، مثل غيرها من المراكز المالية الخليجية، تواجه بعض المخاطر الناتجة عن كثرة المعاملات النقدية وقربها من مناطق تتسم بارتفاع مخاطر غسل الأموال.
عند اكتشاف معاملة مشبوهة، يجب على المؤسسة المالية إبلاغ فريق الامتثال الداخلي لمراجعتها، وإذا استمر الشك، يرفع تقرير معاملة مريبة إلى وحدة التحريات المالية الكويتية التي تحقق في الأمر، وقد يُطلب من المؤسسة تجميد أو تعليق المعاملة أثناء التحقيق، وإذا ثبت تورط المعاملة في نشاط غير قانوني، تتدخل الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
تُفرض على المؤسسات المالية غير الملتزمة بلوائح مكافحة غسل الأموال في الكويت عقوبات شديدة، تشمل غرامات مالية كبيرة وسنوات سجن طويلة.
وقد تصل الغرامات على الأفراد والجهات المدانة بغسل الأموال إلى ضعف قيمة الأموال المغسولة، كما حدث في قضية لشبكة غسل أموال فرضت المحكمة فيها غرامات بقيمة 510 ملايين دينار كويتي، وهو ضعف مبلغ الجريمة.
وتتفاوت أحكام السجن بين عدة سنوات وحتى عشرين سنة حسب خطورة الجريمة، حيث صدر حكم بالسجن 14 عامًا على وزير كويتي سابق بتهمتي الاختلاس وغسل الأموال.