🚀 Meet Mozn at Money20/20 Middle East 2025 — 📍 Booth L30 H1 — and discover the future of finance!
arrow
Learn More

الامتثال لمكافحة غسل الأموال في سلطنة عُمان: القوانين واللوائح وأفضل الممارسات

Team FOCAL
September 7, 2025
سرّع الامتثال لمكافحة غسل الأموال وتلبية المتطلبات التنظيمية  من خلال تقليل وقت الإعداد بنسبة %80

شهدت سلطنة عُمان تطورًا نوعيًا في منظومتها المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث عملت في السنوات الأخيرة على ترسيخ بنية تشريعية وتنظيمية متقدمة، تتسق مع أفضل الممارسات الدولية، وتراعي في الوقت ذاته طبيعة المخاطر المحلية ونقاط الضعف المحتملة.

كما فرض تصاعد الرقابة من قبل الجهات الدولية، مثل مجموعة العمل المالي ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على المتخصصين في الامتثال داخل السلطنة تحديًا مزدوجًا، إذ يوجب عليهم ضمان التزام مؤسساتهم بالمتطلبات التنظيمية المتجددة، والحفاظ على كفاءة الأداء التشغيلي في آنٍ واحد.

الأسس القانونية والتنظيمية

أصدر المشرّع العُماني المرسوم السلطاني رقم 30/2016 بوصفه الإطار القانوني الرئيسي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث جاء ليُلغي القانون السابق رقم 79/2010، ويوسّع في المقابل نطاق الالتزامات التي تقع على عاتق المؤسسات المالية، والأعمال والمهن غير المالية المحددة، والجهات الرقابية المختلفة.

وتتمثل أبرز الأحكام التي نص عليها القانون فيما يلي:

  • عرّف جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب على نحو دقيق، وجرّم ارتكابها صراحة.
  • فرض متطلبات تتعلق بالعناية الواجبة بالعملاء، وحفظ السجلات، ووضع أنظمة رقابية داخلية صارمة.
  • ألزم الجهات الخاضعة بالإبلاغ الفوري عن المعاملات المشبوهة إلى المركز الوطني للملومات المالية.
  • نص على آليات مصادرة العائدات غير المشروعة، وعزّز سبل التعاون القضائي الدولي.

لوائح البنك المركزي العُماني بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

أصدر البنك المركزي العُماني، بوصفه السلطة الرقابية العليا على القطاع المالي، مجموعة من التعليمات والتعاميم الملزمة التي تهدف إلى تفسير وتطبيق أحكام المرسوم السلطاني رقم 30/2016 على المؤسسات المالية المرخصة.

ويتضمن الإطار التنظيمي الذي أعدّه البنك ما يلي:

  • الالتزام بميثاق الامتثال الخاص بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
  • تعيين مسؤول مختص بالإبلاغ عن غسل الأموال، وهو ما يُعرف بـ"مسؤول الإبلاغ".
  • إجراء تقييمات دورية للمخاطر المرتبطة بغسل الأموال، إلى جانب تنفيذ تدقيقات داخلية منتظمة.

كما يتولى البنك المركزي مهام الرقابة والإشراف على القطاع المالي والمصرفي، حيث يُجري عمليات تفتيش ميدانية، ويعتمد على منهجية قائمة على تحليل المخاطر في تقييم الامتثال المؤسسي.

المركز الوطني للمعلومات المالية – وحدة الاستخبارات المالية في سلطنة عُمان

أنشأ المشرّع العُماني المركز الوطني للمعلومات المالية بموجب المادة السادسة من المرسوم السلطاني رقم 30/2016، حيث يُعد هذا المركز الجهة المختصة بتلقي وتحليل المعلومات المالية المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، ويعمل تحت مظلة شرطة عُمان السلطانية، مع التمتع باستقلالية تنظيمية وعملياتية.

وتضم مهام المركز ما يلي:

  • استلام وتحليل تقارير المعاملات والأنشطة المشبوهة من الجهات الملزمة قانونًا.
  • التعاون مع الجهات الرقابية المحلية، ووحدات الاستخبارات المالية الدولية.
  • الحفاظ على الاستقلالية في العمل، لضمان حماية المعلومات الحساسة.

كما يُشارك المركز في عضوية مجموعة إيغمونت، وهي شبكة عالمية لوحدات الاستخبارات المالية، مما يتيح له تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل آمن مع أكثر من 160 وحدة استخبارات مالية حول العالم.

سرّع الامتثال لمكافحة غسل الأموال وتلبية المتطلبات التنظيمية  من خلال تقليل وقت الإعداد بنسبة %80

المكونات الجوهرية للامتثال في نظام مكافحة غسل الأموال في عُمان

تُبنى آلية الامتثال في سلطنة عُمان على نهج قائم على المخاطر، إذ يستند هذا المنهج إلى مجموعة من أدوات العناية الواجبة، والرصد، والإبلاغ، التي تُعد ضرورية ليس فقط للامتثال التنظيمي، بل أيضًا كوسائل فعّالة لإدارة المخاطر المؤسسية.

النهج القائم على المخاطر

ألزم المشرّع العُماني، من خلال المادة 12 من المرسوم السلطاني رقم 30/2016، ووفقًا لتوجيهات البنك المركزي، المؤسسات المالية بتطبيق نهج قائم على المخاطر.

ويتطلب هذا النهج من المؤسسات ما يلي:

  • تحديد المخاطر المرتبطة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتقييمها بدقة، وفهم تأثيرها المحتمل.
  • توجيه الموارد بما يتناسب مع مستوى تلك المخاطر.

كما يجب على المؤسسات توثيق هذا النهج، وإعادة تقييمه بصورة دورية، ودمجه في منظومة إدارة المخاطر الشاملة.

العناية الواجبة بالعملاء والعناية المعززة

نصت المواد 14 إلى 16 من المرسوم السلطاني رقم 30/2016 على ضرورة قيام المؤسسات المالية بتطبيق العناية الواجبة عند إنشاء العلاقة مع العميل، وخلال استمرار تلك العلاقة.

وتشمل متطلبات العناية الواجبة ما يلي:

  • فهم طبيعة العلاقة التجارية والغرض منها.

وعند اكتشاف مؤشرات على ارتفاع مستوى المخاطر، يجب تطبيق العناية المعززة، التي تتضمن:

  • الحصول على موافقة الإدارة العليا قبل الشروع في العلاقة أو استمرارها.
  • إجراء تدقيق معمق لمصدر الأموال والثروات.
  • مراقبة مستمرة للمعاملات غير المتوافقة مع الملف الشخصي للعميل.

كما تلتزم المؤسسات بتطبيق العناية الواجبة في حالات معينة، منها:

  • المعاملات العرضية التي تتجاوز قيمتها 4,000 ريال عُماني (ما يعادل تقريبًا 10,000 دولار أمريكي).
  • التحويلات المالية، أو عند الاشتباه في وجود عملية غسل أموال أو تمويل للإرهاب.

الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة

تتحمل المؤسسات المالية مسؤولية تقديم تقارير المعاملات المشبوهة إلى المركز الوطني للمعلومات المالية، فور توافر مؤشرات على أن المعاملة قد تنطوي على:

  • عائدات ناتجة عن نشاط غير مشروع.
  • أموال يُحتمل أن تكون مخصصة لتمويل الإرهاب أو انتشار أسلحة الدمار الشامل.
  • أنماط سلوك غير معتادة لا تتوافق مع ملف العميل.

ولا يُشترط حد أدنى لقيمة المعاملة لإلزام المؤسسة بالتبليغ، كما يُحظر منعًا باتًا تنبيه العميل إلى وجود بلاغ، وذلك تطبيقًا لما نصت عليه المادة 18 من القانون. كما يتعين على المؤسسات أن تضع آلية داخلية واضحة للإبلاغ، تتيح تصعيد الشكوك إلى مسؤول الإبلاغ، الذي يتولى تقديم التقرير إلى المركز الوطني.

حفظ السجلات

فرض القانون العُماني الاحتفاظ بجميع السجلات المتعلقة بالعناية الواجبة والمعاملات المالية لمدة لا تقل عن عشر سنوات، ضمانًا لإمكانية الرجوع إليها عند الحاجة، ودعمًا لجهود التحقيق والتنفيذ.

ويشمل ذلك:

  • نسخًا من مستندات التحقق من هوية العملاء.
  • ملفات الحسابات والمراسلات التجارية ذات الصلة.
  • تقارير المعاملات المشبوهة وسجلات الامتثال المؤسسي.

كما يجب أن تكون هذه السجلات متاحة للجهات الرقابية، بطريقة تسمح بإعادة بناء التسلسل الكامل للمعاملات المالية.

التدريب المستمر والضوابط الداخلية

يجب على المؤسسات المالية وضع برامج تدريبية منتظمة وشاملة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث تُخصص هذه البرامج للموظفين العاملين في أقسام الامتثال، وخدمة العملاء، والوحدات ذات الحساسية العالية.

ويتعين أن تتضمن هذه البرامج ما يلي:

  • الإطار القانوني، والسياسات والإجراءات الداخلية للمؤسسة.
  • طرق التبليغ الداخلي ومسارات التصعيد التنظيمي.

كما تُعزز هذه الجهود بوجود ضوابط رقابية داخلية، تشمل:

  • تعيين مسؤول إبلاغ مستقل، يتمتع بالصلاحيات الكاملة لأداء دوره.
  • تنفيذ مراجعات وتدقيقات داخلية منتظمة على إجراءات مكافحة غسل الأموال.
  • تحديث السياسات والإجراءات بشكل دوري لمواكبة تطور المخاطر والمتطلبات الرقابية.

الجهات الرقابية والإشراف القطاعي

في سلطنة عُمان، تشمل التزامات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب نطاقًا أوسع من القطاع المصرفي التقليدي، حيث تمتد إلى عدد من القطاعات المالية وغير المالية، وذلك وفقًا لما نصّت عليه المادة (3) من المرسوم السلطاني رقم 30/2016. وتشمل هذه الجهات ما يلي:

1. المؤسسات المالية

  • البنوك التجارية والإسلامية،
  • شركات التأمين وإعادة التأمين،
  • مؤسسات الصرافة ومزودو خدمات التحويل،
  • وسطاء الأوراق المالية وشركات الاستثمار.

2. الأعمال والمهن غير المالية المحددة

  • مكاتب المحاماة، والموثقون، والمستشارون القانونيون،
  • مكاتب التدقيق والمحاسبة،
  • وسطاء العقارات،
  • تجار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة،
  • مزودو خدمات الشركات وخدمات الأمناء.

آليات الإنفاذ والعقوبات المترتبة على عدم الامتثال

فرضت السلطات العُمانية، بموجب المواد من (25) إلى (32) من المرسوم السلطاني رقم 30/2016، مجموعة من العقوبات الجنائية والمدنية والإدارية على مخالفي قوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث تختلف العقوبات بحسب طبيعة المخالفة وجسامتها، وتشمل الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين على حد سواء.

وتتضمن أنواع العقوبات ما يلي:

  • فرض غرامات إدارية تصل إلى 500,000 ريال عُماني في حالات الإخلال بالضوابط التنظيمية،
  • تطبيق عقوبات جنائية تشمل السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات و/أو غرامات مالية في حال التورط العمدي في غسل الأموال أو تمويل الإرهاب،
  • تجميد أو مصادرة الأصول الناتجة عن أنشطة غير قانونية،
  • سحب التراخيص أو شطب الكيانات غير الملتزمة من السجلات الرسمية،
  • إصدار إعلانات عامة أو إشعارات تنظيمية تؤثر على السمعة.

كما تشمل العقوبات الموظفين والمديرين ومسؤولي الامتثال الذين يثبت تقصيرهم في أداء واجباتهم القانونية.

الأولويات الاستراتيجية للمؤسسات المالية في سلطنة عُمان

تعكس الأولويات الاستراتيجية التالية توقعات الجهات التنظيمية في سلطنة عُمان، كما تجسد أفضل الممارسات المعتمدة عالميًا في مجال الامتثال:

1. ترسيخ ثقافة الامتثال المؤسسي

  • تشجيع القيادة العليا على الانخراط الفعّال في دعم ثقافة الامتثال،
  • إدماج سياسات مكافحة غسل الأموال على جميع مستويات العمل المؤسسي،
  • تحفيز الإبلاغ الداخلي السري وآليات التبليغ عن المخالفات دون الكشف عن الهوية.

2. تسخير التكنولوجيا لتعزيز الامتثال

3. تعزيز شفافية المالك المستفيد

  • الاحتفاظ بسجلات دقيقة ومحدثة للمستفيدين الحقيقيين، وذلك بما يتماشى مع الإرشادات الدولية،
  • مطابقة البيانات التي يقدمها العملاء مع السجلات العامة أو قواعد البيانات الرسمية.

4. الاستعداد للإشراف القائم على المخاطر

  • تنفيذ مراجعات مستقلة وتقييمات للمخاطر المرتبطة ببرامج مكافحة غسل الأموال،
  • توثيق مبررات شهية المخاطر والضوابط الرقابية بما يتسق مع الإطار الإشرافي المعتمد من البنك المركزي العُماني.

5. المشاركة في تبادل المعرفة على الصعيدين الإقليمي والدولي

  • حضور المنتديات وورش العمل والمشاورات التي تنظمها مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENAFATF)، ومجموعة إيغمونت، والجهات التنظيمية المحلية،
  • التقيّد بمتطلبات الامتثال العابرة للحدود، لا سيما عند التعامل مع البنوك المراسلة أو تمويل التجارة الدولية.

تحقيق الامتثال من خلال منصة فوكال

تمكّن منصة فوكال، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، المؤسسات المالية من تعزيز قدراتها في مجال الامتثال لمتطلبات مكافحة غسل الأموال عبر حلول تقنية متقدمة.

حيث تتيح خاصية رصد المعاملات مراقبة الأنشطة المشبوهة في الوقت الفعلي، مما يساهم في تقليل الإنذارات الكاذبة، ويوفر تنبيهات دقيقة وفي الوقت المناسب.

كما تتيح أدوات العناية الواجبة بالعملاء (CDD) أتمتة عملية جمع والتحقق من بيانات العملاء، الأمر الذي يُسرّع إجراءات فتح الحسابات ويُعزز التوافق مع المعايير العالمية. وتساعد خاصية تصنيف مخاطر العملاء في تقييمهم وتصنيفهم بحسب مستوى الخطورة، بما يسمح بتوجيه جهود الامتثال بشكل أكثر كفاءة وفعالية. ومن خلال الاستفادة من منظومة منصة فوكال المتكاملة، تستطيع المؤسسات تعزيز الإطار التنظيمي لديها، ورفع كفاءتها التشغيلية، وحماية نفسها من الجرائم المالية.

سرّع الامتثال لمكافحة غسل الأموال وتلبية المتطلبات التنظيمية  من خلال تقليل وقت الإعداد بنسبة %80
Share this post